شعرت وكأن خيالاً آدميا يقترب .. فتساءلت عجبا وريباًً !! من أنت ؟ لما تنظر لي هكذا ؟ لما ابتسامتك الهادئة تلك ؟ منذ متى أتيت الى هنا وكيف لم أشعر بك ؟ لما ذلك الصمت؟
لم يجبها فظنت ربما يقيناً أنه خيال ! وشردت في سكون ... سكونٌ كان هو أصل حالها .. إلاَ أنها أحست بكفيه يلتقطا ذراعيها في طلب بالنهوض
تحاول الوصول لعينيه في تفحصٍ وشك ، شكُها في أصل الرؤية ! هل حقا مازالت ترى أم ذهبَ الظلامُ حتى بنورِ عينيها ؟ ولكنها حقاً تراه .. يبتسم في هدوءٍ زادها توجساً، إلاَ أنه يبث فيها بنظراته اللامعة طمئنينةً افتقدتها طويلاً ،، دفءُ كفيه يتسرب إلى أطراف أنامل قدميها الصغيرتين
تحاول معه النهوض عن الأرضية التي كادت تلتصق بها ، متهالكةٌ تماماً روحها ... يسري الألم منها إلى نخاع عظامها فأطراف أطراف أعصاب حسها ككتيبة نمل أحمر صغير نظَم السير تحت جلدها الرقيق ... لتؤكد لدغاته ضعفها اللانهائي
أمسك بها يحثها على المسير ،، خطوات وأخرى وكادت تسقط ،، لم تبالي ،، فلم يعد السقوط يزيد ألمها ألماً ... التقطها بقوة حانية والتقط بناظرية بريق عينيها الحائر ،، تسرب لمسمعه همسها ....... لماذا تأخرت ؟ لما سمحت لكل هؤلاء ؟ لما تركتني وحدي ؟
هل شعرت يوماً أنك تقف على سنِ رُمحٍ تترنح ألماً .. تخشى أن يختل اتزانك فتتمزق أحشائك ويخترق سنه رأسك الهش ... ليعلن انتصاره عليك .. وينظر إليك المارة احتقاراً مصلوباً معلقاً هناك؟ ــــــ أنا شعرت
هل شعرت يوماً أن روحك تتقيأ رغماً عنك بدواخلك اللزجه ، العفنة ، الداكنة، التى تفوح منها رائحة الحب الزائف والكذب والغش والفحش والقهر العابث ،، فتعجز عن التماسك .. ليعلن لك أيضاً انتصاره عليك .. وينظر إليك المارة اشمئزازاً ملطخاً بقيئك هناك؟ ـــــــ أنا شعرت
هل شعرت يوماً معاناة النوم جالساً القرفصاء، متيقظ الخلايا هلعاً بحجرةٍ مظلمة ، رطبة، عفنة ، سميكة الجدران عالية ، عارية الأرضية ضيقة ، بابها ثقيلٌ، سميك، أسود، عتم، صدء ، يشاركك فيها غرباءٌ ذو نفوسٍ كريهة وروائح كريهة ،، وأصواتٍ غليظةٍ فجة..
لم يجبها فظنت ربما يقيناً أنه خيال ! وشردت في سكون ... سكونٌ كان هو أصل حالها .. إلاَ أنها أحست بكفيه يلتقطا ذراعيها في طلب بالنهوض
تحاول الوصول لعينيه في تفحصٍ وشك ، شكُها في أصل الرؤية ! هل حقا مازالت ترى أم ذهبَ الظلامُ حتى بنورِ عينيها ؟ ولكنها حقاً تراه .. يبتسم في هدوءٍ زادها توجساً، إلاَ أنه يبث فيها بنظراته اللامعة طمئنينةً افتقدتها طويلاً ،، دفءُ كفيه يتسرب إلى أطراف أنامل قدميها الصغيرتين
تحاول معه النهوض عن الأرضية التي كادت تلتصق بها ، متهالكةٌ تماماً روحها ... يسري الألم منها إلى نخاع عظامها فأطراف أطراف أعصاب حسها ككتيبة نمل أحمر صغير نظَم السير تحت جلدها الرقيق ... لتؤكد لدغاته ضعفها اللانهائي
أمسك بها يحثها على المسير ،، خطوات وأخرى وكادت تسقط ،، لم تبالي ،، فلم يعد السقوط يزيد ألمها ألماً ... التقطها بقوة حانية والتقط بناظرية بريق عينيها الحائر ،، تسرب لمسمعه همسها ....... لماذا تأخرت ؟ لما سمحت لكل هؤلاء ؟ لما تركتني وحدي ؟
هل شعرت يوماً أنك تقف على سنِ رُمحٍ تترنح ألماً .. تخشى أن يختل اتزانك فتتمزق أحشائك ويخترق سنه رأسك الهش ... ليعلن انتصاره عليك .. وينظر إليك المارة احتقاراً مصلوباً معلقاً هناك؟ ــــــ أنا شعرت
هل شعرت يوماً أن روحك تتقيأ رغماً عنك بدواخلك اللزجه ، العفنة ، الداكنة، التى تفوح منها رائحة الحب الزائف والكذب والغش والفحش والقهر العابث ،، فتعجز عن التماسك .. ليعلن لك أيضاً انتصاره عليك .. وينظر إليك المارة اشمئزازاً ملطخاً بقيئك هناك؟ ـــــــ أنا شعرت
هل شعرت يوماً معاناة النوم جالساً القرفصاء، متيقظ الخلايا هلعاً بحجرةٍ مظلمة ، رطبة، عفنة ، سميكة الجدران عالية ، عارية الأرضية ضيقة ، بابها ثقيلٌ، سميك، أسود، عتم، صدء ، يشاركك فيها غرباءٌ ذو نفوسٍ كريهة وروائح كريهة ،، وأصواتٍ غليظةٍ فجة..
أرتجفُ فقط حين أذكر لحظةً هناك .. ـــــــ أنا شعرت
استوقفها هنيهة ، واضعاً إصبعه على شفتيها ، كم كانت باردة ، ترتجف كباقي ذراتها ،، أيقن أنها لن تقوى على المسير .. فلم يعد أي اتجاه للسير ذا قيمة لها .. أيقن كم تأخر كثيراً حقاً،، ولكنه برغم ذلك تيقن أنه لن يتركها ثانية أخرى وحدها هناك
أتاها صوته الأكثر دفئاً.. صغيرتي .. هلاَ هدئتي قليلاً... هلاَ التزمتي صمتك للحظات أخرى فقط... هلا منحت ذاكرتك هدنةً قصيرة ... لحظاتٌ فقط صغيرتي
واسمحي لي سيدتي أن أكون جوادك فيها ، تثبتي جيداً بظهر فرسك ... أحيطي رقبته بذراعيك الناعمين .. ثقي بي .. سأرحل بك من هنا ،، ركضاً، وثبا ، أو حتى زحفا ... سأفعل
ثقي بي قليلاً ، ساعديني أن أعبر بك تلك المنطقة الملعونة.... هيا صغيرتي ، هيا ، فالوقت يمضي
لم تملك سوى الاستسلام وربما حاول جاهداً أن يكون هادئ الخطوات.. لتنام على كتفه بأمان..
ومضى بين الطرقات ،، ليرى كم تعثرت هنا ، وهنا أيضاً ، وكم حاولت النهوض ، وكم تدثرت بدمائها هناك ،، وكم حاولت المضي مرات أخرى وكم أثقلها الهم وأسقطها بذاك.. كم من هوَةٍ سحيقةٍ تأرجحت بحافتها محاولةً ألاَ تسقط هناك .. ويمد الخطى ليخرج أسرع من تحت تلك السحابة السوداء ... تتسرب من عينيه دمعةٌ حارة ،، و يتردد صدى أفكاره بين جنباته..
أتاها صوته الأكثر دفئاً.. صغيرتي .. هلاَ هدئتي قليلاً... هلاَ التزمتي صمتك للحظات أخرى فقط... هلا منحت ذاكرتك هدنةً قصيرة ... لحظاتٌ فقط صغيرتي
واسمحي لي سيدتي أن أكون جوادك فيها ، تثبتي جيداً بظهر فرسك ... أحيطي رقبته بذراعيك الناعمين .. ثقي بي .. سأرحل بك من هنا ،، ركضاً، وثبا ، أو حتى زحفا ... سأفعل
ثقي بي قليلاً ، ساعديني أن أعبر بك تلك المنطقة الملعونة.... هيا صغيرتي ، هيا ، فالوقت يمضي
لم تملك سوى الاستسلام وربما حاول جاهداً أن يكون هادئ الخطوات.. لتنام على كتفه بأمان..
ومضى بين الطرقات ،، ليرى كم تعثرت هنا ، وهنا أيضاً ، وكم حاولت النهوض ، وكم تدثرت بدمائها هناك ،، وكم حاولت المضي مرات أخرى وكم أثقلها الهم وأسقطها بذاك.. كم من هوَةٍ سحيقةٍ تأرجحت بحافتها محاولةً ألاَ تسقط هناك .. ويمد الخطى ليخرج أسرع من تحت تلك السحابة السوداء ... تتسرب من عينيه دمعةٌ حارة ،، و يتردد صدى أفكاره بين جنباته..
كيف أسامح نفسي لكل ألمك ؟ كيف أطلب منكِ بعض ثقتك ؟ أي عذر ألتمسه منكِ ؟ كيف أثبت لذهنك كفائتي كمحاربٍ لكل مخاوفك ؟ أيِ ممحاة يمكنني بها محو سواد ذاكرتك ؟ صغيرتي أنتِ ... كيف لقلبك الصغير الصمود أمام كل تلك العثرات ؟ ويلي من نفسي.... كيف سأنفض عنك هلاوس فزعك وضعفك الطاغي؟ .... حبيبتي أنتِ .. كيف أبوح لكِ حتى بأحلامي السرية معكِ ؟
سيدتي
أستحلفك أن تصدقيني فيما أقول - انتهت حياتكِ هنا ، تحت تلك السحابة السوداء ، حالاً سأصل بك إلى عالمٍ آخر ، عالمٌ بعيدٌ عنها تماماً- ولن تعود - أعدك أنها لن تجرؤ الاقتراب منكِ ،،
حبيبتي
سامحيني إن تأخرت عنكِ لوقت ما ، أخجل منكِ حقاً وأنا أطلب ذلك التسامح ، إلا أني أعلم أنه مازال يملأُ قلبكِ البرئ ، البكر، الناعم ... لذا أطمع منكِ بصفحٍ وعفوٍ متناهيين، أكاد أُجزم بكرم يديك الدافئتين..
حسنائي
أخجل أكثر وأنا أخبرك – لم أكن منعَماً هناك – يكفي أن أكون بعيداً عنك ! لم أعاني معاناتك أعلم ذلك جيداً وحتى إن كان .. فيكفي أنك أنثى ، حواسك تنبض بالحب لكل محيطك الخارجي الغادر... أعلم كم انتظرتي طويلاً ،، وكم ضللتُ الطريق إليكِ،، وكم أرسلتي روحك الطيبة تداعبني ، تهمس لي بانتظارك
حياتي أنتِ
أقسم لك مع أولى خطواتي بك في عالمٍ جديد، أن يكون عالمٌ سعيد ، إليك أسير وبك ألتقي وبك سأحيا ولك أقدم حياتي ،، أقسم لكِ سيدة نساء العالم أنتِ أن أنتشلني بكِ من ظلمة اغترابي عنك – نعم لا تخافي – فثقتي بك منبع ثقتي بذاتي ،، لأمارس معك حياة نورانية تنسخُ كل ما قبلها ، حياةٌ هي إمعانٌ في الحس والتفكير ، حياةٌ هي طريقنا لجنة الأرض - إنه حبك حبيبتي – أحس وكأن الدنيا قد زكَت شعوري وبعثت كوامن وجدي ، فانفتح فكري لكل ما حولك ورأى مالم يكن يراه واستوعب مالم يكن قد استوعبه.... كوني لي
طفلتي
نعم طفلتي ولا عجب .. فأنتِ في دنياي أولُ رزق الله لي من الاطفال – زينة الحياة هم- وأنتِ زينتي ،، سأزين بك عالمي وأزين عالمك بكل فنون الاحتواء،، نعم أنتِ أولى بناتي اللآتي أرجوهن منكِ ،، أنتِ أحلى أميراتي الصغيرات اللآتي أرهن يتراقصن حولك طرباً ، بل وأنتِ كلُ عشيقاتي ...
نعم طفلتي ولا عجب .. فأنتِ في دنياي أولُ رزق الله لي من الاطفال – زينة الحياة هم- وأنتِ زينتي ،، سأزين بك عالمي وأزين عالمك بكل فنون الاحتواء،، نعم أنتِ أولى بناتي اللآتي أرجوهن منكِ ،، أنتِ أحلى أميراتي الصغيرات اللآتي أرهن يتراقصن حولك طرباً ، بل وأنتِ كلُ عشيقاتي ...
نورسينتي
اسمحي لي وإلاَ ..... ؟ اسمحي لي وإلاَ ..... ؟ أستميحك عذراً ألاَ ..... ؟؟ أستميحك عذراً ألاَ....... ؟ لن أهمس لكِ " بحبك " ولكن صدقيني.. ستترجمها لك انفعالات فكري وهمسات قلبي ... لن أعدك بأن أكون ملاكاً موكلاً لحماكي ولكني سأعد نفسي بذلك .. سأختبر شرف كلمتي بك ؟؟ لن أخسر
اسمحي لي وإلاَ ..... ؟ اسمحي لي وإلاَ ..... ؟ أستميحك عذراً ألاَ ..... ؟؟ أستميحك عذراً ألاَ....... ؟ لن أهمس لكِ " بحبك " ولكن صدقيني.. ستترجمها لك انفعالات فكري وهمسات قلبي ... لن أعدك بأن أكون ملاكاً موكلاً لحماكي ولكني سأعد نفسي بذلك .. سأختبر شرف كلمتي بك ؟؟ لن أخسر
استوقفته همساتها الواهنة .. انتزعته من كل مواثيقه المبرمة ووعوده المؤجلة
كفى !.. كفاك ما قلت ! نعم سمعت كل صدى أفكارك ! أنسيت أني أرقد على كتفك هنا؟ كنت أريد أن أخرج حقاً من هناك.. ولكن .. وحدي ،، هل أتشكر مساعدتك؟،، أم أتشكرلأفكارك ؟ التي حلمت بها كثيرا وانتظرت سماعها طويلاً ! أشعر ببعض الحياة تدَُب في كياني ... أتعجب لنور الشمس !! لا يؤلم عيني ...... راحةٌ ما تملأ داخلي وكأنه يبسم لدغدغةٍ ناعمة ....... ربما نجحت في أول جولةٍ لك أيها المحارب الشجاع ؟
إلا أني يا سيدي يراودني الشك: ربما لم أعد أصلح لتحقيق وعودك لي .. لم أكن ملاكاً سيدي ولا حمامةً بيضاء اقتنصها أمهر القناصون .. لي بعض خطأي .. أعترف به دائماً .. فهل تقبلني بكل خطئي وزلاتي وحمقي وعبثي ..؟ هل تقبل بي ؟ نعم أعلم قدر قلبي الذي أحسنت وصفه وحسه ولكن ؟ ..... ماذا أقول ؟
أظنك ولابد ستعيد النظر .. أم ماذا ترى؟ هل أخشى أن أصدق قدومك ؟.. ربما .. وعودك؟ ربما ؟ .. ربما الجولة التالية