Wednesday, October 31, 2007

الجولة الأولى




شعرت وكأن خيالاً آدميا يقترب .. فتساءلت عجبا وريباًً !! من أنت ؟ لما تنظر لي هكذا ؟ لما ابتسامتك الهادئة تلك ؟ منذ متى أتيت الى هنا وكيف لم أشعر بك ؟ لما ذلك الصمت؟
لم يجبها فظنت ربما يقيناً أنه خيال ! وشردت في سكون ... سكونٌ كان هو أصل حالها .. إلاَ أنها أحست بكفيه يلتقطا ذراعيها في طلب بالنهوض
تحاول الوصول لعينيه في تفحصٍ وشك ، شكُها في أصل الرؤية ! هل حقا مازالت ترى أم ذهبَ الظلامُ حتى بنورِ عينيها ؟ ولكنها حقاً تراه .. يبتسم في هدوءٍ زادها توجساً، إلاَ أنه يبث فيها بنظراته اللامعة طمئنينةً افتقدتها طويلاً ،، دفءُ كفيه يتسرب إلى أطراف أنامل قدميها الصغيرتين
تحاول معه النهوض عن الأرضية التي كادت تلتصق بها ، متهالكةٌ تماماً روحها ... يسري الألم منها إلى نخاع عظامها فأطراف أطراف أعصاب حسها ككتيبة نمل أحمر صغير نظَم السير تحت جلدها الرقيق ... لتؤكد لدغاته ضعفها اللانهائي
أمسك بها يحثها على المسير ،، خطوات وأخرى وكادت تسقط ،، لم تبالي ،، فلم يعد السقوط يزيد ألمها ألماً ... التقطها بقوة حانية والتقط بناظرية بريق عينيها الحائر ،، تسرب لمسمعه همسها ....... لماذا تأخرت ؟ لما سمحت لكل هؤلاء ؟ لما تركتني وحدي ؟
هل شعرت يوماً أنك تقف على سنِ رُمحٍ تترنح ألماً .. تخشى أن يختل اتزانك فتتمزق أحشائك ويخترق سنه رأسك الهش ... ليعلن انتصاره عليك .. وينظر إليك المارة احتقاراً مصلوباً معلقاً هناك؟ ــــــ أنا شعرت
هل شعرت يوماً أن روحك تتقيأ رغماً عنك بدواخلك اللزجه ، العفنة ، الداكنة، التى تفوح منها رائحة الحب الزائف والكذب والغش والفحش والقهر العابث ،، فتعجز عن التماسك .. ليعلن لك أيضاً انتصاره عليك .. وينظر إليك المارة اشمئزازاً ملطخاً بقيئك هناك؟ ـــــــ أنا شعرت
هل شعرت يوماً معاناة النوم جالساً القرفصاء، متيقظ الخلايا هلعاً بحجرةٍ مظلمة ، رطبة، عفنة ، سميكة الجدران عالية ، عارية الأرضية ضيقة ، بابها ثقيلٌ، سميك، أسود، عتم، صدء ، يشاركك فيها غرباءٌ ذو نفوسٍ كريهة وروائح كريهة ،، وأصواتٍ غليظةٍ فجة..
أرتجفُ فقط حين أذكر لحظةً هناك .. ـــــــ أنا شعرت
استوقفها هنيهة ، واضعاً إصبعه على شفتيها ، كم كانت باردة ، ترتجف كباقي ذراتها ،، أيقن أنها لن تقوى على المسير .. فلم يعد أي اتجاه للسير ذا قيمة لها .. أيقن كم تأخر كثيراً حقاً،، ولكنه برغم ذلك تيقن أنه لن يتركها ثانية أخرى وحدها هناك
أتاها صوته الأكثر دفئاً.. صغيرتي .. هلاَ هدئتي قليلاً... هلاَ التزمتي صمتك للحظات أخرى فقط... هلا منحت ذاكرتك هدنةً قصيرة ... لحظاتٌ فقط صغيرتي
واسمحي لي سيدتي أن أكون جوادك فيها ، تثبتي جيداً بظهر فرسك ... أحيطي رقبته بذراعيك الناعمين .. ثقي بي .. سأرحل بك من هنا ،، ركضاً، وثبا ، أو حتى زحفا ... سأفعل
ثقي بي قليلاً ، ساعديني أن أعبر بك تلك المنطقة الملعونة.... هيا صغيرتي ، هيا ، فالوقت يمضي
لم تملك سوى الاستسلام وربما حاول جاهداً أن يكون هادئ الخطوات.. لتنام على كتفه بأمان..
ومضى بين الطرقات ،، ليرى كم تعثرت هنا ، وهنا أيضاً ، وكم حاولت النهوض ، وكم تدثرت بدمائها هناك ،، وكم حاولت المضي مرات أخرى وكم أثقلها الهم وأسقطها بذاك.. كم من هوَةٍ سحيقةٍ تأرجحت بحافتها محاولةً ألاَ تسقط هناك .. ويمد الخطى ليخرج أسرع من تحت تلك السحابة السوداء ... تتسرب من عينيه دمعةٌ حارة ،، و يتردد صدى أفكاره بين جنباته..

كيف أسامح نفسي لكل ألمك ؟ كيف أطلب منكِ بعض ثقتك ؟ أي عذر ألتمسه منكِ ؟ كيف أثبت لذهنك كفائتي كمحاربٍ لكل مخاوفك ؟ أيِ ممحاة يمكنني بها محو سواد ذاكرتك ؟ صغيرتي أنتِ ... كيف لقلبك الصغير الصمود أمام كل تلك العثرات ؟ ويلي من نفسي.... كيف سأنفض عنك هلاوس فزعك وضعفك الطاغي؟ .... حبيبتي أنتِ .. كيف أبوح لكِ حتى بأحلامي السرية معكِ ؟

سيدتي
أستحلفك أن تصدقيني فيما أقول - انتهت حياتكِ هنا ، تحت تلك السحابة السوداء ، حالاً سأصل بك إلى عالمٍ آخر ، عالمٌ بعيدٌ عنها تماماً- ولن تعود - أعدك أنها لن تجرؤ الاقتراب منكِ ،،

حبيبتي
سامحيني إن تأخرت عنكِ لوقت ما ، أخجل منكِ حقاً وأنا أطلب ذلك التسامح ، إلا أني أعلم أنه مازال يملأُ قلبكِ البرئ ، البكر، الناعم ... لذا أطمع منكِ بصفحٍ وعفوٍ متناهيين، أكاد أُجزم بكرم يديك الدافئتين..

حسنائي
أخجل أكثر وأنا أخبرك – لم أكن منعَماً هناك – يكفي أن أكون بعيداً عنك ! لم أعاني معاناتك أعلم ذلك جيداً وحتى إن كان .. فيكفي أنك أنثى ، حواسك تنبض بالحب لكل محيطك الخارجي الغادر... أعلم كم انتظرتي طويلاً ،، وكم ضللتُ الطريق إليكِ،، وكم أرسلتي روحك الطيبة تداعبني ، تهمس لي بانتظارك

حياتي أنتِ
أقسم لك مع أولى خطواتي بك في عالمٍ جديد، أن يكون عالمٌ سعيد ، إليك أسير وبك ألتقي وبك سأحيا ولك أقدم حياتي ،، أقسم لكِ سيدة نساء العالم أنتِ أن أنتشلني بكِ من ظلمة اغترابي عنك – نعم لا تخافي – فثقتي بك منبع ثقتي بذاتي ،، لأمارس معك حياة نورانية تنسخُ كل ما قبلها ، حياةٌ هي إمعانٌ في الحس والتفكير ، حياةٌ هي طريقنا لجنة الأرض - إنه حبك حبيبتي – أحس وكأن الدنيا قد زكَت شعوري وبعثت كوامن وجدي ، فانفتح فكري لكل ما حولك ورأى مالم يكن يراه واستوعب مالم يكن قد استوعبه.... كوني لي
طفلتي
نعم طفلتي ولا عجب .. فأنتِ في دنياي أولُ رزق الله لي من الاطفال – زينة الحياة هم- وأنتِ زينتي ،، سأزين بك عالمي وأزين عالمك بكل فنون الاحتواء،، نعم أنتِ أولى بناتي اللآتي أرجوهن منكِ ،، أنتِ أحلى أميراتي الصغيرات اللآتي أرهن يتراقصن حولك طرباً ، بل وأنتِ كلُ عشيقاتي ...

نورسينتي
اسمحي لي وإلاَ ..... ؟ اسمحي لي وإلاَ ..... ؟ أستميحك عذراً ألاَ ..... ؟؟ أستميحك عذراً ألاَ....... ؟ لن أهمس لكِ " بحبك " ولكن صدقيني.. ستترجمها لك انفعالات فكري وهمسات قلبي ... لن أعدك بأن أكون ملاكاً موكلاً لحماكي ولكني سأعد نفسي بذلك .. سأختبر شرف كلمتي بك ؟؟ لن أخسر

استوقفته همساتها الواهنة .. انتزعته من كل مواثيقه المبرمة ووعوده المؤجلة

كفى !.. كفاك ما قلت ! نعم سمعت كل صدى أفكارك ! أنسيت أني أرقد على كتفك هنا؟ كنت أريد أن أخرج حقاً من هناك.. ولكن .. وحدي ،، هل أتشكر مساعدتك؟،، أم أتشكرلأفكارك ؟ التي حلمت بها كثيرا وانتظرت سماعها طويلاً ! أشعر ببعض الحياة تدَُب في كياني ... أتعجب لنور الشمس !! لا يؤلم عيني ...... راحةٌ ما تملأ داخلي وكأنه يبسم لدغدغةٍ ناعمة ....... ربما نجحت في أول جولةٍ لك أيها المحارب الشجاع ؟
إلا أني يا سيدي يراودني الشك: ربما لم أعد أصلح لتحقيق وعودك لي .. لم أكن ملاكاً سيدي ولا حمامةً بيضاء اقتنصها أمهر القناصون .. لي بعض خطأي .. أعترف به دائماً .. فهل تقبلني بكل خطئي وزلاتي وحمقي وعبثي ..؟ هل تقبل بي ؟ نعم أعلم قدر قلبي الذي أحسنت وصفه وحسه ولكن ؟ ..... ماذا أقول ؟
أظنك ولابد ستعيد النظر .. أم ماذا ترى؟ هل أخشى أن أصدق قدومك ؟.. ربما .. وعودك؟ ربما ؟ .. ربما الجولة التالية

Monday, October 22, 2007

لا أفق يظهر هناك

سحابة سوداء.... .... لا تريد أن ترحل عن رأسي ،، لا تريد أن تكف لعناتها الساطقة بشدة
سوداء ... لا تريد حتى تغيير لونها إلى الأزرق الكحلي أو الأحمر القرمزي ،أو حتى إلى البنفسجي

سحابة سوداء ،، لا تكتفي بمجرد التواجد المستديم المتلازم اللآزمني ، لا تكتفي بمجرد حجب خيوط الضوء الضعيفة المتداعية وهناً أمام منعتها ، لا تكتفي بمجرد منع الغازات النافعة الداعمة للإستمرار ، أو حتى تنشيط نظيرتها السامة وتهيئة مناخ أكثر ملائمةً لمركباتٍ أكثر تمكناً وأسرع انتشاراً

سحابة سوداء ... لم تسمح حتى لعوامل التعرية أو أي عوامل أخرى للمساس بذلك المناخ البيئي الداكن العتم الرطب ،، تعمل على دعم كل العثرات بل وزيادتها إن شاءت بنوبة مفاجأة أو حتى سابقة الإنذار من لعنات منوعة ... مشكلة ... مجتمعة أو مفردة ، لم تُقبي على طريقٍ ممهدٍ ليس بِوَعر تحت مساحتها الممتدة إلى حيث لا أرى ، فأتمنى لو أصابني العمى المحقق ............................................ فلا أفق يظهر هناك


لم أعد أسأل لما اختارتني سحابتي السوداء؟ لماذا تألفني إلى هذا الحد؟
أشك أني أنا الأخرى ألِفتُها ،، ربما لطول عِشرة!

أخشى إن رحلت أن أبحث عنها
أو ربما أرحل أولاً؟


Thursday, October 11, 2007

Thursday, October 4, 2007

رسالة الى الجحيم




نزلت من مسكنها تمد الخطى لا تعرف إلى أين ،، إلا أنها لا تريد التوقف ولا ترى طريقاً أو أحداً من المآرة اصطدم بكتفها ... تحتبس دموعها ويكاد ينفجر رأسها من التفكير إلى أن نطقت بما تفكر فأصبحت تسمع صوتها يتردد ،، وانتبهت للبعض يتابعونها ويضربون كفاً بكف ... حينها قررت أن تستكين بأي مكان لتخط له رساله ... لذلك الذي كادت أن تُوصف لأجله بالعته أوالجنون،، وعلى أريكةٍ خشبيةٍ أمام النهر خطت له رسالتها دون أن تنتظر أيُ رد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هِاي ..أنت .. قل لي بربك أتتلذذ بألمي إلى هذا الحد؟ لا أحتاج لنفيك الزائف ولكن قل لي لِما؟ لما كل هذا؟ ألأني رفضت وجودك في عالمي الخاص؟ ... أم أن وجودك لابد أن يكون بإرادتك دائما ولا مجال لرفضي؟.... فالرفض لابد أن يأتي منك وحدك دائما !!
هي مرة واحدة فعلتها بهدوء تام واعتذرت لك ...... ألا تحتويني ؟ ألا تلتمس لي العذر؟ ألا يمر الموقف بكل ما فيه بسلام وينتهي الامر؟ اسمح لي أن أجيب بدلاً عنك: فأنت لم ولن تفعل ذلك! أحمقاء أنا أم بلهاء ؟ كي أنتظر منك بعض الاحتواء .. هل تظن أنه قد يخدش شيئاً من الكبرياء ؟ مسكين أنت ... ثقلت أقنعة وجهك فسقطت في قاع روحك فأصبحت عاجزاً عن تمييز الكثير سواك ، فأي احتواء يمنحه أنانيٌ مثلك لصغيرةٍ مثلي تقف أمامه؟ وما الغرابة في ذلك فأنت لم تستطعه يوماً ما .. تريده فقط إنما تمنحه لي فألفُ لا
ويبقى سؤالي .. لما كل ذلك ؟ أأتعجب منك ؟ لا يا أنت ... فهذا هو أنت الذي تخفيه ويظهر رغماًعنك هذا هو أنت الذي عرفته وتخوفته كثيراً وواجهتك به وتنكرت له بُغضاً،،، هذا أنت
أتذكر حين قابلتك ، كنت كآلةٍ تعمل دون توقف ، قتيل الحس منهك الجسد .. تدعي أن الوقت لا يسمح لممارسة شيء آخر سوى العمل، لا يسمح حتى لممارسة حياتك الخاصة ( لن أدَعي لنفسي فضلا على حياتك ) ولكن دونما أدري أو كنت أدري منحتك أحلى ما في حياتي ليحرك ركود واقعك اللعين
ألم أمنحك الصديق الودود الذي استعنت بة منذ عام وفي ايام كهذه تحديداً على تنفيذ قرارك بطردي من حياتك بعد أن شوهتني أمام نفسي تماماً ونسبتني لعالم اللاوجود وأكدت لنفسك المريضة ولي في رسالة الكترونية حقيرة أني لا أصلح لشيء ، لا أصلح حتى لتربية طفل يحمل اسمك!.. فأصبتني بالذعر والرجفة الدائمة كلما حاولت لمس طفل وليد؟
ألم أمنحك أماكن تتردد عليها أنت ومن كانو هم مؤنسوا وحدتي قبلك فلم تتركهم لي ولم تترك لي حتى أماكني ،، علَي أأ نس بها وحدي وأحتسي قهوتك المرة، نعم تركت لي قهوتك التي تشبهك كثيراً؟
ألم أمنحك حبا وحساً تمنيت أمامه عجزاً لو عاد بنا الزمن والتقينا قبل أن يحتل قلبينا ويستعمره أي حب آخر؟
هِاي .. أنت... ألم أمنحك رغم ذلك حبيبة العمر كما تسميها أنت ، بعد أن ضلَت طريقها داخلك ولم تعد تجدها ، ، بعد عشر سنوات أو أكثر من الحب الاسطوري المقدس ! ألا تذكر مرة أو أكثر وأنا أرجوك أن تمنحها فرصة جديدة لتشعلا معاً جذوة حبكما التى خبت مع طول السنين - وأكتفي أنا رضاً باستقرار حالك- ألا تذكر كيف صرخت في وجهي " مش قادر أحس انتي ايه مبتفهميش" حقيقةً لم أعد أفهم ما الذي لم تكن تقدر عليه ، أن تكذب علي أكثر فلا نزاع داخلك وهي لم تذهب في أي اتجاه بل أنا المغفلة الوحيدة هنا أم أنك استسلمت لها طوعاً ولتقاليد عائلتكم الرفيعة؟
ألم أفقد برغبتك صديقا لي يُكِن لي الخير ويعاملني كأميرة صغيرة ويحتويني حتى في حديثى عنك ، فقدت احتواءه لي وأنسحب بهدوء كفارس نبيل آثر أن يحقق لي رغبتي دون أي إيذاء.. أنت من فعلت ،،، وماذا بعد ؟
وإن تنكرت لكل منحي تلك وأخرى غيرها فلا بأس ،، فهذا أنت
ماذا بعد أن افترقنا وألهبت روحي بكلماتك الحارقة الساخطة التي ذُهلت أمامها وشُلَ لساني وقلبي وحتى أطرافي عن أي رد أثأر به لنفسي، وكيف أثأر منك وكنت تسكنني ؟ لا بل هي الأعذار ألتمسها لك فعقلي الصغير لا يصدق أنك أنت من فعلت... الى أن علمت ،، علمت إدعائك أني أنا من كنت أراود قلبك حباً ، علمت أنك لم تحبني بل أشفقت علي لانجرافي تجاهك وعتهي وضعفي – أنت قلت ذلك- و بلغتني صديقتي التي أصبحت مارداً بيني وبينها وبين أثاث منزلها وجدرانه وحتى عنوانه ،، ولا عجب فهي قرينة صديقك !! وبرغم ذلك منحتك تسامحاً ملائكياً وعهداً بصداقةٍ وهمية أنت من خنته أولاً،، ،،هلاَ ذكرتك بإحدى عباراتك الصباحية " مش عارف لما بشوفك بيحصلي ايه، بنسى نفسي قدامك..." اعترف أفضل أنك كنت تكذب علي أو على نفسك فالأمر سواء
لم أخدعك بحسي ولو لحظة وإنما خدعت نفسي حتى ذُهِلت مني وواجهتني وأقنعتني أنك لم تكن سوى لحظة انبهار أصابتني في حين غفلة من الزمن ، كم كنت تحزن وتعترض حين أستعطفك ألا تقسو علي وتردد كثيراً " أنا مش قاسي ، عمري ما كنت كدة" أراك مؤخراً تصف نفسك بقالب الثج الصلب وجاءك الرد بأن قليل من الحرارة يذيب قالباً سميكاً من الثلج .. الآن اسمح لي أو لا تسمح أن أقودك إلى التعبير الأنسب لك- ألم تر من قبل تلك الناقلات الكبيرة التي تحمل خام الرخام؟ أنا رأيتها بعيني ، عيني التي ادعيت عشقها يوما رأيتها وتذكرتك وتذكرت قسوتك فهي أشد من ذلك الرخام الصلد الصلب ،،إنها حقاً تشبهك
عزائي أنك لم تفعل بي وحدي ذلك بل فعلته بغيري .. حتى حبيبة عمرك يا هذا وعِشرة سنينك خدعتها وقسوت عليها بل وللأسف خنتها وأنت تتشدق بها حباً وتهيم بها عشقاً.. كم أشفق عليها ، ، ففي كل مرة تذهب لتمارس عبثك اللانهائي وسحرك البنفسجي وتنسج نسيجك العنكبوتي بل أكثر و أكثر ، تدعي أنك تعاني ألماً ما وتكابد عذاباتٍ ما ، تتصبب عرقاً وترتدي قناع الشارد الحزين ويختلط صوتك بصوت كروان يتيم ،، لتشدو ألحان أكاذيبك وتتشكى وحدتك وظلمتك وفتات حبيبتك المسكينة لتوقع فريسةً جديدةً لتسلي وقتك قليلاً يا صاحب التسالي وفي النهاية تتنصل من فريستك وتدعي النبل الذي يأنف منك بُداً وقد تعطي المبررات وقد تنصرف في صمت مميت كل ذلك حسب رغبتك ،، مسكينة حقاً حبيبتك تلك ....... لم تنل حتى شرف أن تكون آخر من يعلم .... واكتفيت لها أن تكون معها " زي القرش البراني" تلف تلف وترجعلها
أنت .. يا من لا أعرف لك أصل ! فلست آدمياً أو انسانياً !! أنت كائن مختلف مقطوع النسب الفرار منك أفضل فالبقاء يدعو للجنون ،، منذ فترة اعترفت لك شاكرة أني علمت مقدار قلبي على يديك – ذلك القلب الماسي – وفي الحقيقةِ هذَبتُ أسلوبي كي لا أجرح حسك الذي كان ظني أنه ذا وجود واليوم أيقنت ونفسي أن قطعة الماس تلك تأبى سيادة الرِعاع
يا من كنت تعلم بعض ألمي ،، فمنحتني المزيد ،، سحقاً لك يعلوه سحق من سبقوك وآلموني ،، يا هذا.. لن ألعن كل الرجالِ بسببك فلست منهم !! وحدك فقط من تستحق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


انتهت الرسالة لترفع رأسها وترى الشمس تغرب في النهر ،، منظر لم تملك معه بعد رسالتها تلك سوى أن تبتسم وتلقي بها الى النهر