Tuesday, November 27, 2007

معارك باردة ... لا تنتهي

تم تعديل نهاية البوست بإضافة آخر كلمتين لإزالة اللبس.....
ولكم جميعا خالص تحياتي و أسمى اعتذاراتي ....
ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ

أمر بمرآتي الوقفة هناك فألمح شيئا ما يلمع برأسي .. أعود لها ،، أدقق النظر وربما دون أن أدقق إنها شعرات بيض تلمع بجانبي رأسي ، أقترب أكثر .. أسحب ربطة شعري المعقوف أعلاها .. أدس أناملي هنا وهنا .. أقلب خصلاتي السمراء ، أفتشها .... ليس من مزيد !!

لا أعرف أي هدوء حينها اكتساني
تركته منسدلاً خلفي لأمنحه بعض حرية افتقدناها بعد ضعف اعتراني أدى به للتهالك .. للسقوط .. ربما تحالفاً معي
لما القلق حبيبتي : فأمك لا تذكر جدتك بلون شعرها
رأس أمي ينقسم مابين الأبيض الفضي الأمامي والأحمر الحناوي الخلفي ،، أدنو أكثر لمرآتي أتحسس حول عيني ، جبهتي ، ما بين وجنتي إلى شفتي .. لا خطوط تتضح إلى الآن
إلا أن علامات الزمن قد خطت باقتدار فيما تحت بشرتي الخمرية .. الأقدار لعبت بساحتي السحيقة كل مبارياتها وجولاتها ويقيني أن لها بساحتي المزيد
وحدي يمكنني لمس خطوطها التي لا تراها مرآتي أو عدسات الناظرين المكبرة ، المدققة .. ولكن كيف لا تراها أنت ؟ كيف رغم أنك عشت معي بعض أقداري ؟ اقتسمناها سوياً فمنحتني حنانك حين منحك قدري قسوته فظننت يقيناً أنها مني ! ويل لي ! كيف لم تدرك في عميق ذاتك أن حظي منها لم يكن أقل منك وفرة ؟ بل أكاد أقسم لك أنه لربما يزيد
فلِـم إذاً ؟؟
بعض طاقتي الذي هو كل ما في حوزتي يتلاشى أمام فراماناتك التي لا تليق حتى بطفلة لست أنا هي .. أي ديكتاتورية مقنعة تلك .. أخبرتني يوماً أن لي حق بالحياة لا بد وأن أحافظ عليه .. فأي جُرم أقترفه حين آخذ بنصيحتك .. هل تفسره الآن عصياناً ، تمرداً
عقوقاً يسحق آخرتي
أمس الأول أقسمت أنت وأبلغتني أمي بعدم تكرار زيارتي لصديقة عمري، توأمتي ، حبيبتي هي والكثير الذي تعيه ... وإلا.. وإلا فالأبحث لي عن بيت آخر آوي إليه حين أفعل ؟؟؟؟
تثق أني أضعف من أن أفعل .. من أن أرحل ...أرحل عنها أو أرحل عنك.. عن عالمك الذي قدر لي وقدرت فيه لك.. أتعلم بين أي مطرقة وسندان حددت إقامتي ؟ بين أي دائرتي رحى طحنت ذرات حسي ؟
لم أملك سوى ذهول ساخر يدنوه أويكاد يحاذيه شرود باهت و سؤال ممزق نطقت به من اللاوعي الذي سيطر طويلا في أزمنة غابرة ولَت ومازال ممتد النفوذ
سؤال كان من نصيب أختى الراقدة بفراشها أمامي
أميرة ...
هـا .....
هو أنا لو روحت تاني.. كدة أبقى طالق؟؟
ممكن تسألي دار الإفتا ...

وتعالت ضحكاتها وضحكاتي ربما لذلك العته أو البله الذي أمارسه حين لا أجد لي غيره
أكره شعوري باللاشعور ، أمقت هواياتي التي لم أهتويها يوما .. ظلال رمادية ، رتوش وجه بائس ، ثغر طفل باسم بدرتين اثنتين ، نصف فرس أمامي يجمح متطاير الغرة.. جوع هرة وليدة ضالة... قطيع مالكٍ حزينٍ يدس رأسه في بحيرة ضحلة .... كلها خطوط لم ترى النور ..
وكأني معك قائد معركة باردة !! لا جيش لي ، لا سلاح ، لا رايات ، لا ساحة حتى نلتقي بها
الصمت هو المنتصر الأوحد
ونمضي كل منا يحتجز بداخله للآخربأسرى المعارك الماضية
فليدم الصمت إذاً الذي اخترته
ولكن إن لم تكن تعلم أو أنستك الايام الخوالي .. فاعلم كم أحبك ، أقسم لعينيك اللتان يملأهما الغضب ،،، بلا أمارات أو دلالات أحبك وسأظل لآخر أنفاسي أقدس ذاتاً حنوناً ترقد هناك ، في بعضٍ خفيٍ منك ... واسمح لي أن أقبل قدميك قبل كفيك
والدي الكريم
.......

Thursday, November 15, 2007

اشتقتك حقاً ... لا يهيأ لي


في صف الحب .. كنت أنت أستاذي الوحيد ، علمتني من دروسه الكثير ،، أحببتها ، عشقتها ، بل ربما طلبتُ من فروضها المزيد سقيتني الدرس تلو الآخر بملعقةٍ صغيرة ، فكم كان بعضها معقداً ، محيراً ، مستفزاً ..
وأعلنت لي في غفلة مني عن آخر درس ! ومنحتني سريعاً شهادة التلميذة النجيبة !!
لملمت أشياءك ، أدواتك ، مقرراً سيدي أن الحب انتهى ... عفواً أقصد الدرس انتهى ... آخر درس في صف الحب انتهى ؟؟
ذهول ما أصابني ،، حاولت عجزا اقناعك أني مازلت ضعيفة ،، في حاجة لدروسك ... التففت حولك ، امسكت بذراعك ، هتفت بصوت متقطع - أحتاج لتقوية؟ .. مازلت أحتاج لتقوية .. دروسٌ أخرى أستاذي
تراجعت أمامك ركضا خطوتين أو ثلاث لا أذكر ، أمد ساعدي علني أعترض خروجك ، علني أحتجزك في صف احتجزتني فيه طويلاً.......... صف حبك
وابتسمت انت في ثباتٍ... وبثباتٍ أكثر أقبلت
ضممت ذراعي خجلاً بل خوفاً أن تفضهما أنت وقبضت على كفي وحار ناظري تجوالاً بين ناظريك ؟؟؟
صغيرتي .. انتهى وجودي في صف الحب ، انتهت دروسي معك ، سررت بك كثيراً ، كنت حقاً تلميذتي النجيبة ، الهادئة ، المطيعة - كانت آخر كلماتك لي ! رتبت على كتفي بحنانك ومضيت في هدوء
تركتني هناك ....... أقف وحدي هناك؟



رمقته بنظرة حاسرة وقطبت حاجبيها وقلبت شفتيها ربما السفلى فقط في حركة طفولية عفوية حزينة
لم أرد يوما درساً أخيراً؟ أي درس أخير ذاك ؟ لن أستذكره أستاذي .... لن أستذكره !! وسآخذ به صفراً كبيراً ... بس !! هه !!
- كبير أو صغير حبيبتي ،، فهوصفر.. شيء يملأ اللاشيء ،، يملؤه تماما -
استوعبت جيداً أنه الواقع الذي لابد أن يواقع ، ومادامت تحيا بشهادة أنفاسها المترددة ونبضاتها المتسارعة فلا بد وأن تستذكر دروسها جيداً حتى درسها الأخير ... تحسباً لاختبارات مدرسة الحياة ،، مباغتة تأتي هي ،، محيرة ،، يأتي تاليها أكثر تعقيداً من سابقها

وأتاها الامتحان الأول ... اشتاقت الصغيرة
اشتــــاقت وحــــارت ؟
أي درس تسترجع لاجتياز امتحانها ذاك ؟ أي درس يضمن لها نسبةً تؤهلها للدخول في يوم جديد .. وآخر بعيد .. لتستمر تحيا ! تتنفس ، تنبض ، إن كانت هكذا الحياة! لتبقى تلميذة نجيبة ... لم تتلقى الصغيرة درسها ذاك .. لم تعثر عليه في ذاكرتها .. أي امتحان هذا ؟ كم أشفق عليها ... أراها لم تيأس .. أراها تحاول .. تحاول بكامل حواسها .. أرقبها في صف الامتحان .. ترى كيف تجيب ؟؟
هاهي تغمض عينيها ، أظنها تستدعي صورته، ملامحه ، ابتسامتة ، شروده ، ربما غضبه ترفض جاهدة الغش ، فلا تختلس النظر لصورة فتوجرافية أو الكترونية ،، أكيدةٌ هي أن صورته في داخلها أوقع ، أعمق ، أدق ... أراها تضيء ابتساماً ! ربما نجحت في أول محاولاتها _ حاولت أكثر ، التزمت الصمت وألزمت الأشياء حولها صمتاً على صمت ! ترى ماذا تراها تفعل ... ماذا..!؟ ... أتستحضر بصمة صوته .. لا أظنها ستنجح هذه المرة ؟ .. ربما نبراته الحانية التي عشقتها ، الهامسة حيناً التي ذابت منها .. الواضحة حيناً وكم استوعبتها ،، ربما الساخطة أيضا التي آلمتها ... أرى قسمات وجهها وخطوطه تفسر كل ما نجحت في الوصول إليه .. أظنها تنتشي طرباً ربما ألماً لرنات صوته تتردد في أذنها الرقيقة .. بل بداخلها العميق
أراها تداعب شفتيها .. تمرر طرف لسانها الصغير عليهما .. تلعقهما .. تضم اكتنازهما للداخل وتتركهما ليستقرا في هدوء لوضعهما السابق .... أيعقل هذا ؟ هل من بقايا لمذاقك على شفتيها ؟ أراها تبتلع طعمك الذي ملأ جوفها طويلاً .. عشقته طويلاً ، علها ترتوي قليلاً علها تسد جوعها لك .. علها تتقوى لأيام مزيدة .. علها تنجح في الاختبار ؟؟
وتحاول أكثر وأكثر ... تلتقط أنفاسا أعمق .. أهدأ .. أكثر تباعداً تلتقط ربما رذاذ عطرك ، انفاسك ، حتى عرقك ، ربما علق بعضه على ذراتٍ حولها ... تقترب من ذاتها ،، من بعضها ،، ربما علق بعضه ببعض ثناياها ،، تلف بظهر كفها إلى بطنه أمام حاسة شمها ،، تشم حتى أطراف أناملها !!
مسكينة هي .. أظن حواسها تخذلها .. أظنها ستفعل
وتقترب أناملها أكثر .. تتخلل خصلاتها السوداء .. لآلآ أعمق ، تتحسس منبتها .. تصل لأطرافها .. تمررها بملامحها ..جبهتها ، حاجبيها ، جفنيها ، وجنتيها ، بروز أنفها الصغير، امتلاء شفتيها ، انحناءات ذقنها الرقيقة ، بل وأكثر..!!– أظنك كنت تفعل
معها ؟- أظنها تستجمع قواها .. تستلهم روحك .. تستحضرها .. تحث في طلبها .. علها تساعدها هذه المرة .. لآ لن تفعل ... ستحاول وحدها
تتحسس أذنها تحتويها بين اصبعيها ، تطبق على شحمتها بعقلتيها .. وتحاول أكثر ... تتسرب أناملها لعنقها .. تتسارع أنفاسها قليلاً .. بل نبضتها أيضاً
هل قارب الوقت على الانتهاء ؟ هل ستفشل ؟ هل تخشى ذلك الصفر الذي بدا لها قريباً ؟؟
تضم بعضها لكلها .. تجمع شتاهتا .. علَها تستشعرك أكثر .. علَها تتحسسك بدلاً منها تصل لأنامل قدميها
تتمزق الصغيرة .. تتألم .. تشتاق

تحاول الهدوء .. تحاول الاتزان
هدوء أكثر حبيبتي .. تماسكي .. فلا صفر ينتظرك هناك
تصرخ
لا.. بل صفر أريد .. صفر أريد .. فلم يعلمني أستاذي كيف أفعل حين أشتاق ؟ حين يشرق نهاري ويعقبه ليلي وأنا وحدي هناك .. لم يعلمني
اعتصرت نفسي ولم أجتز امتحاني .. ويل لي .. أصبحت أخشى أن أراك فلا أرى حولك سواك ،، ولا أعرف بأي لقاءٍ ألقاك ؟؟ لا تأتي .. حقاً لا تأتي
لأنعم بصفري بعيداً عنك
فقد اشتقتك حقاً لا يهيأ لي

Wednesday, October 31, 2007

الجولة الأولى




شعرت وكأن خيالاً آدميا يقترب .. فتساءلت عجبا وريباًً !! من أنت ؟ لما تنظر لي هكذا ؟ لما ابتسامتك الهادئة تلك ؟ منذ متى أتيت الى هنا وكيف لم أشعر بك ؟ لما ذلك الصمت؟
لم يجبها فظنت ربما يقيناً أنه خيال ! وشردت في سكون ... سكونٌ كان هو أصل حالها .. إلاَ أنها أحست بكفيه يلتقطا ذراعيها في طلب بالنهوض
تحاول الوصول لعينيه في تفحصٍ وشك ، شكُها في أصل الرؤية ! هل حقا مازالت ترى أم ذهبَ الظلامُ حتى بنورِ عينيها ؟ ولكنها حقاً تراه .. يبتسم في هدوءٍ زادها توجساً، إلاَ أنه يبث فيها بنظراته اللامعة طمئنينةً افتقدتها طويلاً ،، دفءُ كفيه يتسرب إلى أطراف أنامل قدميها الصغيرتين
تحاول معه النهوض عن الأرضية التي كادت تلتصق بها ، متهالكةٌ تماماً روحها ... يسري الألم منها إلى نخاع عظامها فأطراف أطراف أعصاب حسها ككتيبة نمل أحمر صغير نظَم السير تحت جلدها الرقيق ... لتؤكد لدغاته ضعفها اللانهائي
أمسك بها يحثها على المسير ،، خطوات وأخرى وكادت تسقط ،، لم تبالي ،، فلم يعد السقوط يزيد ألمها ألماً ... التقطها بقوة حانية والتقط بناظرية بريق عينيها الحائر ،، تسرب لمسمعه همسها ....... لماذا تأخرت ؟ لما سمحت لكل هؤلاء ؟ لما تركتني وحدي ؟
هل شعرت يوماً أنك تقف على سنِ رُمحٍ تترنح ألماً .. تخشى أن يختل اتزانك فتتمزق أحشائك ويخترق سنه رأسك الهش ... ليعلن انتصاره عليك .. وينظر إليك المارة احتقاراً مصلوباً معلقاً هناك؟ ــــــ أنا شعرت
هل شعرت يوماً أن روحك تتقيأ رغماً عنك بدواخلك اللزجه ، العفنة ، الداكنة، التى تفوح منها رائحة الحب الزائف والكذب والغش والفحش والقهر العابث ،، فتعجز عن التماسك .. ليعلن لك أيضاً انتصاره عليك .. وينظر إليك المارة اشمئزازاً ملطخاً بقيئك هناك؟ ـــــــ أنا شعرت
هل شعرت يوماً معاناة النوم جالساً القرفصاء، متيقظ الخلايا هلعاً بحجرةٍ مظلمة ، رطبة، عفنة ، سميكة الجدران عالية ، عارية الأرضية ضيقة ، بابها ثقيلٌ، سميك، أسود، عتم، صدء ، يشاركك فيها غرباءٌ ذو نفوسٍ كريهة وروائح كريهة ،، وأصواتٍ غليظةٍ فجة..
أرتجفُ فقط حين أذكر لحظةً هناك .. ـــــــ أنا شعرت
استوقفها هنيهة ، واضعاً إصبعه على شفتيها ، كم كانت باردة ، ترتجف كباقي ذراتها ،، أيقن أنها لن تقوى على المسير .. فلم يعد أي اتجاه للسير ذا قيمة لها .. أيقن كم تأخر كثيراً حقاً،، ولكنه برغم ذلك تيقن أنه لن يتركها ثانية أخرى وحدها هناك
أتاها صوته الأكثر دفئاً.. صغيرتي .. هلاَ هدئتي قليلاً... هلاَ التزمتي صمتك للحظات أخرى فقط... هلا منحت ذاكرتك هدنةً قصيرة ... لحظاتٌ فقط صغيرتي
واسمحي لي سيدتي أن أكون جوادك فيها ، تثبتي جيداً بظهر فرسك ... أحيطي رقبته بذراعيك الناعمين .. ثقي بي .. سأرحل بك من هنا ،، ركضاً، وثبا ، أو حتى زحفا ... سأفعل
ثقي بي قليلاً ، ساعديني أن أعبر بك تلك المنطقة الملعونة.... هيا صغيرتي ، هيا ، فالوقت يمضي
لم تملك سوى الاستسلام وربما حاول جاهداً أن يكون هادئ الخطوات.. لتنام على كتفه بأمان..
ومضى بين الطرقات ،، ليرى كم تعثرت هنا ، وهنا أيضاً ، وكم حاولت النهوض ، وكم تدثرت بدمائها هناك ،، وكم حاولت المضي مرات أخرى وكم أثقلها الهم وأسقطها بذاك.. كم من هوَةٍ سحيقةٍ تأرجحت بحافتها محاولةً ألاَ تسقط هناك .. ويمد الخطى ليخرج أسرع من تحت تلك السحابة السوداء ... تتسرب من عينيه دمعةٌ حارة ،، و يتردد صدى أفكاره بين جنباته..

كيف أسامح نفسي لكل ألمك ؟ كيف أطلب منكِ بعض ثقتك ؟ أي عذر ألتمسه منكِ ؟ كيف أثبت لذهنك كفائتي كمحاربٍ لكل مخاوفك ؟ أيِ ممحاة يمكنني بها محو سواد ذاكرتك ؟ صغيرتي أنتِ ... كيف لقلبك الصغير الصمود أمام كل تلك العثرات ؟ ويلي من نفسي.... كيف سأنفض عنك هلاوس فزعك وضعفك الطاغي؟ .... حبيبتي أنتِ .. كيف أبوح لكِ حتى بأحلامي السرية معكِ ؟

سيدتي
أستحلفك أن تصدقيني فيما أقول - انتهت حياتكِ هنا ، تحت تلك السحابة السوداء ، حالاً سأصل بك إلى عالمٍ آخر ، عالمٌ بعيدٌ عنها تماماً- ولن تعود - أعدك أنها لن تجرؤ الاقتراب منكِ ،،

حبيبتي
سامحيني إن تأخرت عنكِ لوقت ما ، أخجل منكِ حقاً وأنا أطلب ذلك التسامح ، إلا أني أعلم أنه مازال يملأُ قلبكِ البرئ ، البكر، الناعم ... لذا أطمع منكِ بصفحٍ وعفوٍ متناهيين، أكاد أُجزم بكرم يديك الدافئتين..

حسنائي
أخجل أكثر وأنا أخبرك – لم أكن منعَماً هناك – يكفي أن أكون بعيداً عنك ! لم أعاني معاناتك أعلم ذلك جيداً وحتى إن كان .. فيكفي أنك أنثى ، حواسك تنبض بالحب لكل محيطك الخارجي الغادر... أعلم كم انتظرتي طويلاً ،، وكم ضللتُ الطريق إليكِ،، وكم أرسلتي روحك الطيبة تداعبني ، تهمس لي بانتظارك

حياتي أنتِ
أقسم لك مع أولى خطواتي بك في عالمٍ جديد، أن يكون عالمٌ سعيد ، إليك أسير وبك ألتقي وبك سأحيا ولك أقدم حياتي ،، أقسم لكِ سيدة نساء العالم أنتِ أن أنتشلني بكِ من ظلمة اغترابي عنك – نعم لا تخافي – فثقتي بك منبع ثقتي بذاتي ،، لأمارس معك حياة نورانية تنسخُ كل ما قبلها ، حياةٌ هي إمعانٌ في الحس والتفكير ، حياةٌ هي طريقنا لجنة الأرض - إنه حبك حبيبتي – أحس وكأن الدنيا قد زكَت شعوري وبعثت كوامن وجدي ، فانفتح فكري لكل ما حولك ورأى مالم يكن يراه واستوعب مالم يكن قد استوعبه.... كوني لي
طفلتي
نعم طفلتي ولا عجب .. فأنتِ في دنياي أولُ رزق الله لي من الاطفال – زينة الحياة هم- وأنتِ زينتي ،، سأزين بك عالمي وأزين عالمك بكل فنون الاحتواء،، نعم أنتِ أولى بناتي اللآتي أرجوهن منكِ ،، أنتِ أحلى أميراتي الصغيرات اللآتي أرهن يتراقصن حولك طرباً ، بل وأنتِ كلُ عشيقاتي ...

نورسينتي
اسمحي لي وإلاَ ..... ؟ اسمحي لي وإلاَ ..... ؟ أستميحك عذراً ألاَ ..... ؟؟ أستميحك عذراً ألاَ....... ؟ لن أهمس لكِ " بحبك " ولكن صدقيني.. ستترجمها لك انفعالات فكري وهمسات قلبي ... لن أعدك بأن أكون ملاكاً موكلاً لحماكي ولكني سأعد نفسي بذلك .. سأختبر شرف كلمتي بك ؟؟ لن أخسر

استوقفته همساتها الواهنة .. انتزعته من كل مواثيقه المبرمة ووعوده المؤجلة

كفى !.. كفاك ما قلت ! نعم سمعت كل صدى أفكارك ! أنسيت أني أرقد على كتفك هنا؟ كنت أريد أن أخرج حقاً من هناك.. ولكن .. وحدي ،، هل أتشكر مساعدتك؟،، أم أتشكرلأفكارك ؟ التي حلمت بها كثيرا وانتظرت سماعها طويلاً ! أشعر ببعض الحياة تدَُب في كياني ... أتعجب لنور الشمس !! لا يؤلم عيني ...... راحةٌ ما تملأ داخلي وكأنه يبسم لدغدغةٍ ناعمة ....... ربما نجحت في أول جولةٍ لك أيها المحارب الشجاع ؟
إلا أني يا سيدي يراودني الشك: ربما لم أعد أصلح لتحقيق وعودك لي .. لم أكن ملاكاً سيدي ولا حمامةً بيضاء اقتنصها أمهر القناصون .. لي بعض خطأي .. أعترف به دائماً .. فهل تقبلني بكل خطئي وزلاتي وحمقي وعبثي ..؟ هل تقبل بي ؟ نعم أعلم قدر قلبي الذي أحسنت وصفه وحسه ولكن ؟ ..... ماذا أقول ؟
أظنك ولابد ستعيد النظر .. أم ماذا ترى؟ هل أخشى أن أصدق قدومك ؟.. ربما .. وعودك؟ ربما ؟ .. ربما الجولة التالية

Monday, October 22, 2007

لا أفق يظهر هناك

سحابة سوداء.... .... لا تريد أن ترحل عن رأسي ،، لا تريد أن تكف لعناتها الساطقة بشدة
سوداء ... لا تريد حتى تغيير لونها إلى الأزرق الكحلي أو الأحمر القرمزي ،أو حتى إلى البنفسجي

سحابة سوداء ،، لا تكتفي بمجرد التواجد المستديم المتلازم اللآزمني ، لا تكتفي بمجرد حجب خيوط الضوء الضعيفة المتداعية وهناً أمام منعتها ، لا تكتفي بمجرد منع الغازات النافعة الداعمة للإستمرار ، أو حتى تنشيط نظيرتها السامة وتهيئة مناخ أكثر ملائمةً لمركباتٍ أكثر تمكناً وأسرع انتشاراً

سحابة سوداء ... لم تسمح حتى لعوامل التعرية أو أي عوامل أخرى للمساس بذلك المناخ البيئي الداكن العتم الرطب ،، تعمل على دعم كل العثرات بل وزيادتها إن شاءت بنوبة مفاجأة أو حتى سابقة الإنذار من لعنات منوعة ... مشكلة ... مجتمعة أو مفردة ، لم تُقبي على طريقٍ ممهدٍ ليس بِوَعر تحت مساحتها الممتدة إلى حيث لا أرى ، فأتمنى لو أصابني العمى المحقق ............................................ فلا أفق يظهر هناك


لم أعد أسأل لما اختارتني سحابتي السوداء؟ لماذا تألفني إلى هذا الحد؟
أشك أني أنا الأخرى ألِفتُها ،، ربما لطول عِشرة!

أخشى إن رحلت أن أبحث عنها
أو ربما أرحل أولاً؟


Thursday, October 11, 2007

Thursday, October 4, 2007

رسالة الى الجحيم




نزلت من مسكنها تمد الخطى لا تعرف إلى أين ،، إلا أنها لا تريد التوقف ولا ترى طريقاً أو أحداً من المآرة اصطدم بكتفها ... تحتبس دموعها ويكاد ينفجر رأسها من التفكير إلى أن نطقت بما تفكر فأصبحت تسمع صوتها يتردد ،، وانتبهت للبعض يتابعونها ويضربون كفاً بكف ... حينها قررت أن تستكين بأي مكان لتخط له رساله ... لذلك الذي كادت أن تُوصف لأجله بالعته أوالجنون،، وعلى أريكةٍ خشبيةٍ أمام النهر خطت له رسالتها دون أن تنتظر أيُ رد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هِاي ..أنت .. قل لي بربك أتتلذذ بألمي إلى هذا الحد؟ لا أحتاج لنفيك الزائف ولكن قل لي لِما؟ لما كل هذا؟ ألأني رفضت وجودك في عالمي الخاص؟ ... أم أن وجودك لابد أن يكون بإرادتك دائما ولا مجال لرفضي؟.... فالرفض لابد أن يأتي منك وحدك دائما !!
هي مرة واحدة فعلتها بهدوء تام واعتذرت لك ...... ألا تحتويني ؟ ألا تلتمس لي العذر؟ ألا يمر الموقف بكل ما فيه بسلام وينتهي الامر؟ اسمح لي أن أجيب بدلاً عنك: فأنت لم ولن تفعل ذلك! أحمقاء أنا أم بلهاء ؟ كي أنتظر منك بعض الاحتواء .. هل تظن أنه قد يخدش شيئاً من الكبرياء ؟ مسكين أنت ... ثقلت أقنعة وجهك فسقطت في قاع روحك فأصبحت عاجزاً عن تمييز الكثير سواك ، فأي احتواء يمنحه أنانيٌ مثلك لصغيرةٍ مثلي تقف أمامه؟ وما الغرابة في ذلك فأنت لم تستطعه يوماً ما .. تريده فقط إنما تمنحه لي فألفُ لا
ويبقى سؤالي .. لما كل ذلك ؟ أأتعجب منك ؟ لا يا أنت ... فهذا هو أنت الذي تخفيه ويظهر رغماًعنك هذا هو أنت الذي عرفته وتخوفته كثيراً وواجهتك به وتنكرت له بُغضاً،،، هذا أنت
أتذكر حين قابلتك ، كنت كآلةٍ تعمل دون توقف ، قتيل الحس منهك الجسد .. تدعي أن الوقت لا يسمح لممارسة شيء آخر سوى العمل، لا يسمح حتى لممارسة حياتك الخاصة ( لن أدَعي لنفسي فضلا على حياتك ) ولكن دونما أدري أو كنت أدري منحتك أحلى ما في حياتي ليحرك ركود واقعك اللعين
ألم أمنحك الصديق الودود الذي استعنت بة منذ عام وفي ايام كهذه تحديداً على تنفيذ قرارك بطردي من حياتك بعد أن شوهتني أمام نفسي تماماً ونسبتني لعالم اللاوجود وأكدت لنفسك المريضة ولي في رسالة الكترونية حقيرة أني لا أصلح لشيء ، لا أصلح حتى لتربية طفل يحمل اسمك!.. فأصبتني بالذعر والرجفة الدائمة كلما حاولت لمس طفل وليد؟
ألم أمنحك أماكن تتردد عليها أنت ومن كانو هم مؤنسوا وحدتي قبلك فلم تتركهم لي ولم تترك لي حتى أماكني ،، علَي أأ نس بها وحدي وأحتسي قهوتك المرة، نعم تركت لي قهوتك التي تشبهك كثيراً؟
ألم أمنحك حبا وحساً تمنيت أمامه عجزاً لو عاد بنا الزمن والتقينا قبل أن يحتل قلبينا ويستعمره أي حب آخر؟
هِاي .. أنت... ألم أمنحك رغم ذلك حبيبة العمر كما تسميها أنت ، بعد أن ضلَت طريقها داخلك ولم تعد تجدها ، ، بعد عشر سنوات أو أكثر من الحب الاسطوري المقدس ! ألا تذكر مرة أو أكثر وأنا أرجوك أن تمنحها فرصة جديدة لتشعلا معاً جذوة حبكما التى خبت مع طول السنين - وأكتفي أنا رضاً باستقرار حالك- ألا تذكر كيف صرخت في وجهي " مش قادر أحس انتي ايه مبتفهميش" حقيقةً لم أعد أفهم ما الذي لم تكن تقدر عليه ، أن تكذب علي أكثر فلا نزاع داخلك وهي لم تذهب في أي اتجاه بل أنا المغفلة الوحيدة هنا أم أنك استسلمت لها طوعاً ولتقاليد عائلتكم الرفيعة؟
ألم أفقد برغبتك صديقا لي يُكِن لي الخير ويعاملني كأميرة صغيرة ويحتويني حتى في حديثى عنك ، فقدت احتواءه لي وأنسحب بهدوء كفارس نبيل آثر أن يحقق لي رغبتي دون أي إيذاء.. أنت من فعلت ،،، وماذا بعد ؟
وإن تنكرت لكل منحي تلك وأخرى غيرها فلا بأس ،، فهذا أنت
ماذا بعد أن افترقنا وألهبت روحي بكلماتك الحارقة الساخطة التي ذُهلت أمامها وشُلَ لساني وقلبي وحتى أطرافي عن أي رد أثأر به لنفسي، وكيف أثأر منك وكنت تسكنني ؟ لا بل هي الأعذار ألتمسها لك فعقلي الصغير لا يصدق أنك أنت من فعلت... الى أن علمت ،، علمت إدعائك أني أنا من كنت أراود قلبك حباً ، علمت أنك لم تحبني بل أشفقت علي لانجرافي تجاهك وعتهي وضعفي – أنت قلت ذلك- و بلغتني صديقتي التي أصبحت مارداً بيني وبينها وبين أثاث منزلها وجدرانه وحتى عنوانه ،، ولا عجب فهي قرينة صديقك !! وبرغم ذلك منحتك تسامحاً ملائكياً وعهداً بصداقةٍ وهمية أنت من خنته أولاً،، ،،هلاَ ذكرتك بإحدى عباراتك الصباحية " مش عارف لما بشوفك بيحصلي ايه، بنسى نفسي قدامك..." اعترف أفضل أنك كنت تكذب علي أو على نفسك فالأمر سواء
لم أخدعك بحسي ولو لحظة وإنما خدعت نفسي حتى ذُهِلت مني وواجهتني وأقنعتني أنك لم تكن سوى لحظة انبهار أصابتني في حين غفلة من الزمن ، كم كنت تحزن وتعترض حين أستعطفك ألا تقسو علي وتردد كثيراً " أنا مش قاسي ، عمري ما كنت كدة" أراك مؤخراً تصف نفسك بقالب الثج الصلب وجاءك الرد بأن قليل من الحرارة يذيب قالباً سميكاً من الثلج .. الآن اسمح لي أو لا تسمح أن أقودك إلى التعبير الأنسب لك- ألم تر من قبل تلك الناقلات الكبيرة التي تحمل خام الرخام؟ أنا رأيتها بعيني ، عيني التي ادعيت عشقها يوما رأيتها وتذكرتك وتذكرت قسوتك فهي أشد من ذلك الرخام الصلد الصلب ،،إنها حقاً تشبهك
عزائي أنك لم تفعل بي وحدي ذلك بل فعلته بغيري .. حتى حبيبة عمرك يا هذا وعِشرة سنينك خدعتها وقسوت عليها بل وللأسف خنتها وأنت تتشدق بها حباً وتهيم بها عشقاً.. كم أشفق عليها ، ، ففي كل مرة تذهب لتمارس عبثك اللانهائي وسحرك البنفسجي وتنسج نسيجك العنكبوتي بل أكثر و أكثر ، تدعي أنك تعاني ألماً ما وتكابد عذاباتٍ ما ، تتصبب عرقاً وترتدي قناع الشارد الحزين ويختلط صوتك بصوت كروان يتيم ،، لتشدو ألحان أكاذيبك وتتشكى وحدتك وظلمتك وفتات حبيبتك المسكينة لتوقع فريسةً جديدةً لتسلي وقتك قليلاً يا صاحب التسالي وفي النهاية تتنصل من فريستك وتدعي النبل الذي يأنف منك بُداً وقد تعطي المبررات وقد تنصرف في صمت مميت كل ذلك حسب رغبتك ،، مسكينة حقاً حبيبتك تلك ....... لم تنل حتى شرف أن تكون آخر من يعلم .... واكتفيت لها أن تكون معها " زي القرش البراني" تلف تلف وترجعلها
أنت .. يا من لا أعرف لك أصل ! فلست آدمياً أو انسانياً !! أنت كائن مختلف مقطوع النسب الفرار منك أفضل فالبقاء يدعو للجنون ،، منذ فترة اعترفت لك شاكرة أني علمت مقدار قلبي على يديك – ذلك القلب الماسي – وفي الحقيقةِ هذَبتُ أسلوبي كي لا أجرح حسك الذي كان ظني أنه ذا وجود واليوم أيقنت ونفسي أن قطعة الماس تلك تأبى سيادة الرِعاع
يا من كنت تعلم بعض ألمي ،، فمنحتني المزيد ،، سحقاً لك يعلوه سحق من سبقوك وآلموني ،، يا هذا.. لن ألعن كل الرجالِ بسببك فلست منهم !! وحدك فقط من تستحق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


انتهت الرسالة لترفع رأسها وترى الشمس تغرب في النهر ،، منظر لم تملك معه بعد رسالتها تلك سوى أن تبتسم وتلقي بها الى النهر



Sunday, September 30, 2007

أنا وأنتي،،،



بلا أدنى هوية!! دهشة يملأها الهلع أطلت بقوة من كل قسمات وجهي حين تردد صوت أعماقي كبركان ثائر بعد ساعات من القهر الانساني مارسته نفسي بملئها حزنا... " أنتي بلا أدنى هوية " رفعت رأسي من بين ذراعي المنغلقان على ركبتي لأفسح المجال لصدري ليرتفع ملتقطا أعمق أنفاسه منذ ساعات
ساعات مرت علي في ظلمة تامة ، أرتمي بأرض غرفة مغلقة مظلمة أشبه ماتكون بزنزانة حبسٍ أنفرادي لعين، أنكمش على ذاتي بقوة .. أضم ركبتاي إلى صدري وأسقط برأسي عليهما في ضمور تام .. علَني أحتويني أكثر ،، أتحسسني وأستسلم لي.. أعود بمخيلتي لكينونتي الأولى – طفلة في رحم أمها تلتقط أنفاسها بهدوء ويسري الغذاء الى خلاياها الرقيقة ، قد تداعب جدار رحمها بأنامل قدميها لعباً وقد ترفسه بكعبيها رفضاً ... فليتني هي حقاً- وتفشل مخيلتي المسكينة في انتزاعي من براثن واقعي المتأجج
فبرغم ذلك السكون الذي حاوت استحضاره لم أسلم منها ! من صراخها يصعق أذني، يزلزل ذراتي " أنتي بلا أدنى هوية" أنتفض في مكاني وألزم صمتي علَها تكف عن الصراخ ... لكن دووون جدوى، تعود لتصرخ من جديد
أين عقلك؟ أين حسك الذي لا يخطئ؟ أين كنتي حين دعوتني وقلبك لننحني عشقاً بساحة دموية وهمية؟ ساحة من ارتضى لك الظلمة الأزلية ؟ فلم يخطئ هو بل أنت من فعلتي... كيف لكِ؟؟ صراخ استوقفني أفتش داخلي عن رد ،، ردٌ يبرأ ساحتي، يمتصُ بعض غضبها، علها تعذرني ، علنا نتصالح
ويتسرب صوتي ويتردد صدى صمتي
يا أنا ، يا أنت يا طفلتي الصغيرة رفقاً بي .. رفقا بكي، فعقلي كان بلا خبراتٍ مسبقة، بلا توصييات أو نتائج!! فكيف به معينا لي؟ إحساسي يا رفيقتي ؟ إحساس لاهث الى الحنان، مفتقد لكل عبارات الحب الحميمة واللمسات المتوددة من أقرب ذوي الصلات الانسانية إحساس بكر إحتله الخوف كعنكبوت أقسم ألا يفارق أركانه دون أن ينسج خيوطه الكثيفة
وفي شرود باهت ...أنا كنت فين ! كنت في عالم غير ده !! مش ضروري كان أحسن لكن أكيدة إنه كان مقفول، أطيافة أكتر من أشباحه
أفقت من شرودي فإذا بها أمامي .. يكسوها الصمت مثلي تحيطها الحيرة لحالي .. فقد وصلها ردي وسمعت صوت ضميري،، لم أخدعها ؟ ..و لن أفعل
وبصوت واهن أُسمعتها..
حبيبتي اعذريني ... اعذريني لأني مزقتك يوما دونما إرادة ، سامحيني لعشق أتى بنا إلى هنا..
إلى حيث انفصلنا تماما ووقفتي أمامي وبرغم ذلك لم أعد أراك
واعلمي حبيبتي الصغيرة أني لن أخرج من شرنقتي بدونك ،، لن يغمر الضياءُ حولي إلا لأرى ابتسامتك تلوح بمرآتي.... فلتسامحيني ... فلنقترب أكثر... ولتمنحيني بعض ثقتك من جديد... وليرحل كل الغضب إلى بعيد..

ترى ما ظنكم ستفعل؟ هل تسامحني؟ .. بملئي يقيناً ستفعل- فهي بعض مني يسكن بين جنبي، تكبدنا سويا ما مضى من عذابات الروح،، تقف أمامي قبل أن يقف آخرون فهي لن تؤلمني بقدرهم.. تريدني أفضل وسأفعل
بنفسي خرجت من شرنقتي وملأت غرفتي ضياءاً،، لأرى ابتسامة الرضا بمرآتي، لأسدل شعري بظهري ويسري الدفء بأناملي وأتنفس أنقى أنفاسي
سيدتي: فلنستخرج بطاقة ميلاد جديدة بهوية نرتضيها،، ؟ أنا وأنتي

Monday, September 24, 2007

أشباح الزمن المهجور

تختفي _ لتظهر فجأة من جديد في مباغتة مفزعة وكأنها اتخذت قرارها أخيراً بعدم مفارقتي ، فوكلت عنها من تلازمني كظلي ، تلتقط
أنفاسي ، تؤكسد دمي ، تنخر فكري ،، تشلٌ أطرافي لتحيلني إلى حالة السكون المميت .. إنها شبحي الصغير
لم أعد بحاجة للبحث عن أعراض الشوزوفرنيا لأتأكد من معاناتي لها ،،، انفصام الشخصية ، انقسام الروح ، انشطار الذات ،،، كل ذلك تيقنت منه بوعي أمام طبيبي وأنا أتشكى له ألمي ويشخص لي ما أعاني من شبح يرافقني ولا يترفق بي !!! يطيب له سكوني ويعشق صمتي وشجوني

شبح يلوح لي من بعيد ... يدنو مني شيئاً ... يتراقص حولي تحايلاً ... يزداد توحشا ً وافتراسا لكل كياني الذي كدت أحبه .. فلا يدعني إلا بقايا مبعثرة ... إلى متى ؟؟؟؟

إلى متى تقفين أمامي ؟ ارحلي عن ساحتي بسلام .. اتركيني لأشفى من هلاوس الانهزام .. اسمحي لطبيبي أن يمارس علي طبه بأمان ،، عله ينتصر لنفسه، عله يثق أني أسترد بعض عافيتي ، بعض إرادتي...
إعلمي يقينا أن طبيبي أشد دهاءً منك ،،، لن تنطوي عليه حيلك الماكرة لييأس مني .... لا لن يفعل ، لن يغادر، بل أنتي
من سيغادر
غادري عالمي تماماً ولا تراوديني من جديد

ألا تكفيكي أشباح الزمن المهجور ، أشباح البيوت الخربة والنفوس المهترأة ؟ اشباح الطرقات العثرة والليالي الحالكة؟
أشباح اللحظات ؟؟ كل اللحظات التي كانت والضحكات التي رنت والآهات التي دوت في الأماكن التي زالت ......زالت ولآزالت أشباحها تراودني
ألا يكفيكي هؤلاء يزورون عالمي ؟ يتناوبون علي ؟ يتقاسمونني؟ ........ أما يكفيكي حتى ألمَ لحظةٍ يتشاركون بها

اذهبي هناك ولا تعودي ... ...... .... لا تعودي

Tuesday, September 18, 2007

صوت الحنين....


غفوة قصيرة وأفاقت.. تتلفت يمنةً ويسرة، ترتسم على ملامحها علامات الدهشة المفعمة بنشوة تمنتها أمداً، تبحث عنه بثقة ، أكيدة هي من صوته .. التقطت هاتقها من تحت الوسادة وهاتفته بمنتهى العفوية .. جاوب سريعا "ألوو" استرسلت هي تحاكيه " تعرف: أنا صحيت على صوتك النهارده ! كان واضح جدا ً كأنك جنب ودني قوي ، تعرف كمان ان صوتك كان هادي وحنين قوي ،، طيب عارف كمان كنت بتقول ايه ؟ كنت بتنادي علي وبتقولي ............"
وتنبهت فجأة ؟؟ أنهم حقا افترقا منذ وقت.. وأنه جاوبها سريعا لأن رقمها ليس بذاكرة هاتفه.. وأنه صمت لمجرد أن تنتهي من حلمها الذي مازال يسكنها ، فلم يعد يهمه كيف أفاقت ،،،، احتبس صوتها ، لمعت عيناها ، انصهرت في بوتقة خجلها .... تذكرت في جزء من الثانية أن وقتاً مضى وقد اتفقا على ألاَ يتفقا ،،
أي حُمقٍ اعتراها في تلك اللحظة ؟ كيف خانتها تلك الذاكرة اللعينة ؟ أم مازالت في غفوتها؟
تداركت نفسها بصوت متهالك يدعي التماسك " ولاَ أقولك : أنا عارفة انك مش عاوز تعرف أي حاجه من اللي بقوله ده ..... سامحني بجد" وأغلقت هاتفها
أبعد كل ذلك أيضا تعتذر ؟ تطلب منك أن تسامحها ؟ تعتذر لأنها اشتاقتك؟ لأن الزمن لم يكن كافيا ليتخلص دمها من رواسبك وعوالقك ؟ لأن ذاكرتها فارقتها قبل أن تفارقها أنت وعاودتها فجأة فلم تذكر سواك ؟
أتعتذر لأن صوتاً يحمل بصمة صوتك داعبها في غفوتها النادرة ؟....... صوتُ الحنين
كم تلطف بها عنك..

Sunday, September 16, 2007

حلوى السينابون

اختلطت مشاعري وأنا أغادر دار النشر التي ستولد بها روايتي الأولى، اخترت الغلاف واستقرت معالم الصفحات وميعاد النشر، يضطرب داخلي خوفا ويستكين سعادة ثم ينتشي تحديا ورضاً، ما ذلك الوجدان الحائر كطفلة تترقب فجر يومها الدراسي الأول.. تدعي النوم وتقفز من فراشها بين الحين والاخر لتطمئن على حذائها الرقيق ومريولها الجديد المعد بجانب وسادتها حتى جوربيها وربطة شعرها البيضاء.. قلبي كقلبها يكاد يقفز من صدري – نحتاج بعضا من الهدوء لتجاوز أوقات الانتظار فهي غالبا ما تكون طويلةً مهما قصرت
فنجان من القهوة مع قطعة من السينابون اللذيذة.. أظنك كنت ستأخذني الى هناك كعادتك قبل أن نفترق، دخلت مقهانا المفضل، أشعر بروحك تطوف بالمكان، أشتم عطورك مجتمعة، تذهب روحي مني وكأنك مارست همس أنفاسك بأذني، ضممت ذراعاي بقوة لأستجمع كياني بدونك .. وإتخذت مقعدي على نفس الطاولة . أتذكرها سيدي؟ تلك الطاولة الهادئة في زاوية المقهى وكأني أنتظر قدومك لتبارك معي عملي الأول- كم تمنيت أن ينتهي وأنت معي- وأتى النادل وطلبت قطعتان من السينابون وتنبهت فجأة أني وحدي على الطاولة واعتذرت منه سريعا "خليها واحدة من فضلك" تسربت الى مسامعي تلك الموسيقى الهادئة التي كنت تحبها هنا وابتسمت للذكرى .. أتت حلوى السينابون التي أحببتها بك.. لم أتذوقها منذ رحلت عني.. أذكر حين قرأت أولى صفحات روايتي كم سعدت بها حقا وطرت بي كي تكافئني، أتيتني بثلاث من الروايات وغمرتني بعبارات الإطراء كدت أبكي من سعادتك وطلبت منك بقلب طفلة حلوى السينابون،، أجبتني بابتسامتك الحنون " آه من كل نساء العالم، كم تعشق السينابون" وعلى طاولتي هذه تناولنا الحلوى..
أذكر كيف كنت تداعبني بقطع الحلوى وتلتقطها شفتاي من شوكتك وتتعالى ضحكاتنا في المكان وكأننا انفصلنا عن المكان بمن فيه..
يــآه .. لم تقتحم ذاكرتي بهدوء كهذا من قبل
مازالت السينابون أمامي.. عشقي لها لم يعد كما كان، لم تلمع عيناي لجاذبيتها لم أمصمص شفتاي انتشاءً لدفئها ورائحتها وكريمتها الكثيفة التي تتساقط منها على حافة الصحن.. لقد عشقتها بك، ذوبت بمذاقها من شفتيك- كم كان مختلفا- لم يمضي عشقي لك سيدي،،، وستبقى السينابون حلوى مكآفأتي

Thursday, September 13, 2007

رمضان كريم

رمضان كريم .. الله أكرم ،،

كل سنة وانت طيب .. وانت طيب

عبارات حميدة ودعوات مجيدة وأمنيات عديدة وبابتسامات هادئة تدعو القلوب وتهنئ الألسن بالشهر الكريم ،،

يتنظر كل منا العيد يحمل عيداً آخر، يحمل معه رد الدعوات

واجابة الامنيات ،،وان لم تأتي ففي ميزان الحسنات

ومن القلب لكم تحية ،، وعساكم من عواده

Wednesday, September 12, 2007

قطعة ماس


حقيقة أخيرة أيقنتها بملئ الكون رضاً ، تنفست الصعداء وأنا أسير بطريقي دون أدنى قيد يطوق قلبي ، أحمل حقيبتي على كتفي وقد ملأتها بأشياء جديدة ، نظارتي جديدة وأوراقي بيضاء وأقلامي ملونة وأخيرا بطاقة رقمي القومي جديدة ، كم عانيت لأحصل عليها ... حقيبتي نفسها جديدة ، تخلصت من كل قديمي ، أوراقي مزقتها ، أقلامي ألقيت بها وإن لم تجف، بطاقة هويتي فقدتها رغما عني ، كنت أظن أني فقدت قلبي ضمناً مع ما فقدت!! تأكدت أني لازلت أملكه ؟ أملكه حقا وليس بقايا أو فتات، برغم اسقاطات الحب المختلفة، برغم كل من تناول قلبي حباً، بدأً بمن علق المنديل واستعمل الشوكة والسكين،، مرورا بمن شمر عن ساعديه وأطبق على قلبي كفيه، وبرغم ذلك عاد لينبض لحبيب مختلف! فصدقته الخبر
ـ كم أحببته حقا ـ أو توهمت ذلك؟
فحبيبي هذه المره تناول قلبي على استحياء! "عايز ومش عايز" فهمت أن قناعته الدفينه بكل كياني لا تكفي لاستيعابي وأن شجاعته لاتسمح له بملاقاتي، وأني بقدر ما ذوبت عشقاً لكل ذراته ومحيطاته أيقنت أنه لا يستحق؟....... بكل الرضا وبمنتهى الألم أصرخ بهدوء، بابتسامة حزينة، أزف إليك تشكراتي؟ فعلى يديك سيدي أيقنت أن قلبي قطعة ماس
لا تستحقها أنت ولا من سبقوك في عالمي الصغير