Sunday, September 30, 2007

أنا وأنتي،،،



بلا أدنى هوية!! دهشة يملأها الهلع أطلت بقوة من كل قسمات وجهي حين تردد صوت أعماقي كبركان ثائر بعد ساعات من القهر الانساني مارسته نفسي بملئها حزنا... " أنتي بلا أدنى هوية " رفعت رأسي من بين ذراعي المنغلقان على ركبتي لأفسح المجال لصدري ليرتفع ملتقطا أعمق أنفاسه منذ ساعات
ساعات مرت علي في ظلمة تامة ، أرتمي بأرض غرفة مغلقة مظلمة أشبه ماتكون بزنزانة حبسٍ أنفرادي لعين، أنكمش على ذاتي بقوة .. أضم ركبتاي إلى صدري وأسقط برأسي عليهما في ضمور تام .. علَني أحتويني أكثر ،، أتحسسني وأستسلم لي.. أعود بمخيلتي لكينونتي الأولى – طفلة في رحم أمها تلتقط أنفاسها بهدوء ويسري الغذاء الى خلاياها الرقيقة ، قد تداعب جدار رحمها بأنامل قدميها لعباً وقد ترفسه بكعبيها رفضاً ... فليتني هي حقاً- وتفشل مخيلتي المسكينة في انتزاعي من براثن واقعي المتأجج
فبرغم ذلك السكون الذي حاوت استحضاره لم أسلم منها ! من صراخها يصعق أذني، يزلزل ذراتي " أنتي بلا أدنى هوية" أنتفض في مكاني وألزم صمتي علَها تكف عن الصراخ ... لكن دووون جدوى، تعود لتصرخ من جديد
أين عقلك؟ أين حسك الذي لا يخطئ؟ أين كنتي حين دعوتني وقلبك لننحني عشقاً بساحة دموية وهمية؟ ساحة من ارتضى لك الظلمة الأزلية ؟ فلم يخطئ هو بل أنت من فعلتي... كيف لكِ؟؟ صراخ استوقفني أفتش داخلي عن رد ،، ردٌ يبرأ ساحتي، يمتصُ بعض غضبها، علها تعذرني ، علنا نتصالح
ويتسرب صوتي ويتردد صدى صمتي
يا أنا ، يا أنت يا طفلتي الصغيرة رفقاً بي .. رفقا بكي، فعقلي كان بلا خبراتٍ مسبقة، بلا توصييات أو نتائج!! فكيف به معينا لي؟ إحساسي يا رفيقتي ؟ إحساس لاهث الى الحنان، مفتقد لكل عبارات الحب الحميمة واللمسات المتوددة من أقرب ذوي الصلات الانسانية إحساس بكر إحتله الخوف كعنكبوت أقسم ألا يفارق أركانه دون أن ينسج خيوطه الكثيفة
وفي شرود باهت ...أنا كنت فين ! كنت في عالم غير ده !! مش ضروري كان أحسن لكن أكيدة إنه كان مقفول، أطيافة أكتر من أشباحه
أفقت من شرودي فإذا بها أمامي .. يكسوها الصمت مثلي تحيطها الحيرة لحالي .. فقد وصلها ردي وسمعت صوت ضميري،، لم أخدعها ؟ ..و لن أفعل
وبصوت واهن أُسمعتها..
حبيبتي اعذريني ... اعذريني لأني مزقتك يوما دونما إرادة ، سامحيني لعشق أتى بنا إلى هنا..
إلى حيث انفصلنا تماما ووقفتي أمامي وبرغم ذلك لم أعد أراك
واعلمي حبيبتي الصغيرة أني لن أخرج من شرنقتي بدونك ،، لن يغمر الضياءُ حولي إلا لأرى ابتسامتك تلوح بمرآتي.... فلتسامحيني ... فلنقترب أكثر... ولتمنحيني بعض ثقتك من جديد... وليرحل كل الغضب إلى بعيد..

ترى ما ظنكم ستفعل؟ هل تسامحني؟ .. بملئي يقيناً ستفعل- فهي بعض مني يسكن بين جنبي، تكبدنا سويا ما مضى من عذابات الروح،، تقف أمامي قبل أن يقف آخرون فهي لن تؤلمني بقدرهم.. تريدني أفضل وسأفعل
بنفسي خرجت من شرنقتي وملأت غرفتي ضياءاً،، لأرى ابتسامة الرضا بمرآتي، لأسدل شعري بظهري ويسري الدفء بأناملي وأتنفس أنقى أنفاسي
سيدتي: فلنستخرج بطاقة ميلاد جديدة بهوية نرتضيها،، ؟ أنا وأنتي

25 comments:

horas said...

منذ فترة طويله
لم اجد قلما
به هذا القدر من التمكن
احييكى بقوة

إيمان said...

لو كنت أمامك الآن لصفقت لك
تحياتى وتقديرى لإحساسك ولقلمك العبقرى

Anonymous said...

شوقتينا لاحساسك الرائع
الجميل فيكي انك بتقدري تدخلينا جوا الاحداث
ربنا يوفقك وانا هستنا كل يوم اقرا حاجة جديدة

hamsaa said...

اضم صوتي لصوت اساتذة ايمان هايلة بجد يمكنك وحدك ان تفعلي مالا يمكن لغيرك فعله انتظر منكي الكثير و الكثير فانتي اكثر من مبدعة
كلماتك قد تصنع الكثير اعلم ذلك تصنع مالا يصنعه غيرك انتي ايتها الساحرة العبقرية .
اندهش لقدرتك و لكن لا مجال للدهشة فبداخلك طاقة قوية جدا
استمري
تحياتي اليكي دائمة تحية ممتزجة بحبي
الشديد و احترامي لشخصك و لكلماتك
دائما لكي مني اخلص الامنيات الطيبة

همسه

Unknown said...

لو فى صوت للتصفيق اقدر اعبر عنة بكلام كنت كتبتة بس مش اكتر

_ زين_ said...

حسنا
لعلي لم أكن مخطئا على الإطلاق.. ولعلي كنت مخطئا تماما..
هذا هو مايجب أن يكتب..هذا هو مايجب أن يرسم.. هذا هو مايجب..
لعلي الآن أنام قرير العين، فقد أدركت أنك موهوبه بلا حدود.. هل كنت مدركا ذلك من قبل؟ لاأعلم.. كنت أتشكك.. لكنني الآن غير متشكك، فأنت هوية الكتابة الجديدة.. من قال أنك بلا هوية!!
تحياتي واحترامي

Anonymous said...

نورسين
فتحتى باباواحدة في كتاباتك فابهرتي من يقرأ لكي اتمنى ان تفتحى الابواب الاخري
تحياتي

نورسين said...

حورس : صاحب الكتابات الغامضة المثيرة وصاحب التعليق الاول لدي ، كم اسعدني انك هنا في المقدمة ولم اتوقع ان ينال هذا البوست اي اعجاب ،، كو سعدت اكثر حين خيبت ظني ووصفت قلمي الصغير بالتمكن.... شهادة أعتز بها حق

اشكر تواصلك بقوة

نورسين said...

ايمي العزيزة او امونه كما يناديك صديقنا الكريم وصلني تصفيقك واعجز عن شكرك حقا على دعمك المستمر واطلتي الغياب هذة المرة في انتظار البوست الجديد
يسعد ايامك إلاهي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سوسو القمر ياترى بجد قادرة ادخلك معايا؟؟ عموما انا مبسوطة وانتي معايا على طول
بحبك قوي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

همسة الرقيقة شكرا لكل كلماتك الرقيقة مثلك تماما والتي ارجو ان اقرها في بلوج خاص بك قريبا لأن اسلوبك حقا بستحق
تحياتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما انت بقى يا سونه فمش عارفة بجد اقولك ايه ربنا يديم المعروف ومش اوصل للمرحلة اللي يكون تعليقك عندي مجرد بكش للتشجيع مش اكتر ،، بس انا عارفة انك صريح ولو مش حاجه عجبتك اكيد هتقولي ،، الله يسامحك مش عارفة اكلمك على البتاع ده
يلا روح بقى والدنيا صيام كدة
(:

رحــــيـل said...

نورسين
كلماتك رائعة جدا جدا بل هو احساس يفوق الوصف
احسستك بقوة
تعليقك لدى اسعدنى كثيرا ولكنى عندما اتيتك احسست كلماتك اكثر واكثر
وايضا احسستنى عندك
تحياتى لكى ولاحساسك الرائع ياعزيزتى

رحــــيـل said...

نورسين
عدت اليك بعد ان تجولت بين كلماتك واحاسيسك الرائعه عزيزتى كم انتى رائعة حقا
ووجدت بين كلماتك ملامح منى وهمسات قلبى ماذا اقول لكى ؟
لا اعلم
ولكن هناك احساس بداخلى يدفعنى بقوة ان اتى اليك دائما
اقبلينى صديقة لكى ياعزيزتى

نورسين said...

حسناً
لك دائما
سيدي .... بقدر ما مضى من لحظات عمري وبقدر ماهو باق... لك كل التشكرات والتحيات والاحترامات
سيدي: حتى الكلمات تعجز أن تصطف في عبارات لك ،، فتهرب خجلاً من ألا ترضيك

دُمت لي بكل الخير

نورسين said...

سيد سعد : أرى قلمي صغيرٌ ..صغير ... يحبو بساحتي ويقف ببابي ليستجمع قواه وبعض ثقته ،لا أعي ما تقصد بالباب الذي فتحته ولاالأبواب الاخرى ؟ ولكن ،، فليكن ذلك
شكراً لك

نورسين said...

رحيل : بل انا من سعدت معك ومع محاولاتك للبحث عنى ... عزيزتي ابتسمت لكِ ِوداً حين أحسستي نفسك لدي و قبل ذلك حين رأيتك في كوخي الصغير و ملأته بنورك ،، سأنتظر عودتك دائما يا صديقتي الجميلة

أراك بخير

hamsaa said...

تحياتي اليكي اولا هذه هو عنوان البلوجر الخاص بي تسعدني زيارتك
http://rehamanter.blogspot.com

Anonymous said...

(حبيبتي اعذريني ... اعذريني لأني مزقتك يوما دونما إرادة ، سامحيني لعشق أتى بنا إلى هنا..
إلى حيث انفصلنا تماما ووقفتي أمامي وبرغم ذلك لم أعد أراك
واعلمي حبيبتي الصغيرة أني لن أخرج من شرنقتي بدونك ،، لن يغمر الضياءُ حولي إلا لأرى ابتسامتك تلوح بمرآتي.... فلتسامحيني ... فلنقترب أكثر... ولتمنحيني بعض ثقتك من جديد... وليرحل كل الغضب إلى بعيد..
) عفوا على الغموض في التعبير لكن كلمات هذه هي التى اثارة انك باستراج النفس لأي جسد فقد فتح بابا جديدا للدنيا ومن الامؤكد ان الشخص الذي يتمكن من استجماع نفسة يمكن ان يفتح ابواب اخري تبهر العالم هذا ما قصدة عندما قلت (فتحتى باباواحدة في كتاباتك فابهرتي من يقرأ لكي اتمنى ان تفتحى الابواب الاخري )تحياتي لكى

Unknown said...

هوبا
يا سيد هوبا
هوبا هوبا
اراهنك انك متعرفش تقول الكلام دة تانى وجها لوجة
اية قلت اية كدة تانى

hazem shalaby said...

بالله عليكى اذا كانت من تكتب هكذا كلام بلا ادنى هوية فمن نكون نحن اذاً .. عزيزتى لقد صنعت بنصك هذا هويتك وبسطتى جناحيك علينا .. ظللتنا كلماتك من هجير العبث الذى يسحق عقولنا ولمستنا حروفك حتى النخاع واذا كان وجودنا داخل الشرنقة سيجمعنا بكِ وبكلماتك فثقى أننا لن نخرج .. لن نخرج ابداً .. الشكر الدائم لكِ على كل شئ

?????? said...

اناوانتى عبارات جميله من قلم ملؤه الأحساس لن أستطيع أن أصف مدى روعه كلماتك وأحساسك تحياتى لك ياصحبه القلب الماس ويارب تبقى لينا هويه حبيبتى فى أنتظار الأقوى.......................
أم عمر

نورسين said...

بل الشكر كل الشكر لك ايها الغائب الحاضر وأعذر لك تأخرك علي والمهم أنك أتيت ،،،، -وسلامة قيمتك يا باشا - احنا نروح فين جنب قلمك واحساسه العالي موووت
تسعدني دوما زيارتك
دُمت خير

نورسين said...

حبيبتي أنتي وعُمر.... فاجأني تواجدك وأسعدني كثيرا فبرغم أنك دوما صاحبة التعليق الاول لدي إلا أني أسمعه وحدي وأنا انتهي من قراءة سطوري لك عبر الهاتف
أحبك كثيراً،، ابقي لي
وعمر كمان

shreen said...

نورسين
مشاعر رائعة
توضح صراعا داخليا شديدا مررت بة
انت ترسمين بقلمك لوحات وكذلك حنين التى ضفتيها الى قاتمة المدونات التى تفضلينها
انت جعلتينى اعيش معك نفس الحالة واتوحد معك
خاصة اننى مررت بهذا الاحساس من قبل فكان سهل ان اتواصل معك

انا اضفتك بالفعل لقائمة افضل المدونات فى مدونتى

shreen said...

الف شكر يا نورسين على تعليقك على مدونتى
وعلى مرورك بها واتمنى ان اقرأ لك بوست جديد قريبا

Anonymous said...

الماسة الرقيقة نورسين يا ذات السحابة البيضاء وقفت صامتا امام الرسالة حتى اخذنى صمتى و تخيلت انى جالس فى مسرح و ارى مشهد مسرحى من نوع فريد حتى وصلت الى النهاية دون ان ادرى وجت نفسى غارقا فيما تشاهدة عينى حقيقى لااجد تعليق مناسب يالايق بما بهارنى الم يحن الوقت لكى تخروج من الشرنقة الم يحن الوقت لكى تجف الدموع و تلتم الجراح الماسة الرقيقة نورسين اشكرك مذيد من النجاح مجهووووول

lebnania said...

ممتزا جدا انتى ممتزه ومميزه وطبيعيه جدا ارجوا الاحتفظ بنفس الجوده يااهل الخير ياقمر مااقدار ماادخل عندك كما لوكنتى
بعرفيك من قبل
ملاحظه انتى جيده وممتزه جدا الله يوفقيك امين